2019/09/10 | 0 | 7084
الخطيب الشيخ أمجد الأحمد : قواعد قرآنية للمجتمع
يركز الشيخ أمجد في خطابه هذه العام على الوحدة الإجتماعية و نبذ الخلاف و الفرقة و النزاع .. فكانت محاضراته السابقة تدور حول هذا المحور و تؤكد على إحترام الإنسانية واحترام تعدد الآراء و جاءت هذه الليلة ليجعل من القرآن محوراً اساسياً من أجل بناء مجتمع قرآني .
فعنون محاضرته ( مبادئ قرآنية للمجتمع ) .
بدأ محاضرته بقوله تعالى :" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "
أولى الدين و القرآن وحدة المجتمع و إستقراره و الألفة بين ابنائه أهمية فائقة و هذا هدف أساس من أهداف الدين و أحد الإنجازات الكبرى التي حققها النبي محمد صلى الله عليه و آله وسلم حيث استطاع أن يؤلف بين قلوب ذلك المجتمع الذي خاض حروباً طويلة .
ثم عرض الشيخ لبعض القواعد و المبادئ ليعيش المجتمع حالة من الإستقرار و المحبة و الترابط :
المبدأ الأول : عدم التنازع
" ولا تنازعوا فتفشلوا " و التنازع في اللغة يعني التجاذب و التخاصم و العداوة تجاه الآخر .
و الفشل و ذهاب القوة أثر من آثار النزاع و الخصومة و العداوة .
الأثر الأول من آثار النزاع هو الفشل بأن يكون المجتمع فاشلاً إجتماعياً و أخلاقياً و روحياً .
الأثر الثاني : ذهاب للقوة و العزة و المهابة و هذه القوة هي القوة المادية و القوة المعنوية المتمثلة بالإيمان و الأخلاق وكل ذلك يذهب بسبب النزاع .
قال الإمام علي السلام " ايّاكم و الخصومة فإنّها ممرضة للقلب "
وهنا يعرض الشيخ حل للنزاع من خلال القرآن الكريم :
1- الاحتكام إلى الله و رسوله .
2- الصبر . لأن القبول بحكم الله و رسوله قد يكون مخالفاً للهوى فيحتاج الإنسان للصبر .
إذا فشل الإنسان في ايمانه و تدينه فهذا يؤدي به إلى النزاع ايضاً " حتى إذا فشلتم و تنازعتم "
⬅ و احياناً يغطي الإنسان على فشله بالنزاع حتى لا تلتفت الناس إلى حالة الفشل في شخصيته أو أنه يرى الآخر ناجح و هو فاشل و نجاح ذلك يكشف فشله فيدخل في حالة النزاع .
المبدأ الثاني : الإعتصام وعدم الفرقة " و اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا "
هنا يوجه الشيخ هذه الرسالة المهمة ( لا تقبلوا لأي أحد أن يحدث فيكم الفرقة ولا تقبلوا لأنفسكم أن تُستخدموا في الفرقة بين المؤمنين )
و القرآن يحذر من الفرقة في المجتمع الايماني :" ان الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم في شي " ليسوا من منهج الرسول الاعظم صلى الله عليه و آله و سلم و ليسوا من أتباع رسالته لأن رسالته رحمة و محبة " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "
و حدثنا القرآن عن أضرار الفرقة و خطورة هذا العمل القبيح وذلك في قصة مسجد ضرار حيث أنّ الله أمر نبيه صلى الله عليه و آله و سلم أن يهدم ذلك المسجد لأنّه كان مركز فرقة للمسلمين و للإضرار و إرصاد لمن حارب الله ورسوله .
وذكرالشيخ أنّ قيمة المسجد تنبع من جهتين وهي نية التأسيس بأن يكون مؤسساً على التقوى و الجهة الثانية الرجال الذين يحضروا المسجد " فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ "*
▪والمسجد لا يكون له قيمة ولا كرامة طالما يكون منطلقاً للفرقة بين المؤمنين حيث ينبغي أن يكون المسجد رافد للثقافة و للفكر والروحانية و دعماً للمساكين .
ايضاً من القنوات التي تفرق بين المؤمنين هم اولئك الذين يحملون الكتاب .
علماء يفهون الكتاب و يعلمونه للناس فيستغلوه لإحداث الفرقة بين المؤمنين " وما اختلف فيه إلا الذين أتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغياً بينهم " .
وهذا له عواقب وخيمة قال تعالى " وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ"
اذا تنازع المتدينون أو علماء الدين حول هذ الكتاب السماوي و استغلوه لاحداث النزاع و الفرقة فإن الجيل الذي يأتي بعدهم يفقدوا الثقة بهذا الدين .
المبدأ الثالث : مبدأ الألفة و الرحمة بين المؤمنين " وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ "
و من صفات اصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنّهم رحماء بينهم و ينبغي أن يسود التراحم بيننا و من مظاهر التراحم ( حسن الظن و الترفق بالآخر و حسن الخطاب و المعونة و اللطف به ) .
المبدأ الرابع : مبدأ الأخوة
" إنّما المؤمنون إخوة " و عبر عن العلاقة بالأخوة و لم يعبّر عنها بالأبوة أو الأمومة لكون العلاقة بين الأبوين فيها تفاضل و طرف أعلى من طرف بينما في علاقة الإخوة متساوين في الحقوق و الواجبات .
و من صفات أنصار الإمام الحسين عليه السلام أنّهم حققوا هذه الإخوة الإيمانية بأعلى مستوياتها حتى عبر عنهم الإمام " ألا و إني زاحفٌ بهذه الأسرة "
وكان يؤثر بعضهم بعضاً و يتسابقوا للشهادة و كل واحد منهم يريد أن يتقدم على الثاني و يدافع ويفدي الآخر و الهدف الأسمى من ذلك هو التضحية دون الإمام الحسين عليه السلام .
جديد الموقع
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع
- 2024-12-22 بين فيزيائية الكتب وكيميائية الكلمات
- 2024-12-22 من أجل القراء المترددين